













الوحدة اليمنية

طغيان الذاكرة لا يترك مناسبة مثل ٢٢ مايو ١٩٩٠ تمر دون أن تخبِّط على الوجدان لتوقظ تلك اللحظة المهيبة والجميلة التي استقرت فيه، على الرغم من تقلبات الزمن وضغوطه وأوجاعه، مع كل ما أحدثته من تصدعات في جدار ذلك الوجدان.

انعقد لقاء تنسيقي أول بين إعلاميين من المجلس الانتقالي الجنوبي وآخرين من "حراس الجمهورية"، ممثلين لكتلتين سياسيتين وعسكريّتين، وعاصمتين مسلحتين. جاء هذا اللقاء قبل أيام قليلة من ذكرى إعلان الوحدة اليمنية.

في البداية، ليس في وسع قارئ منصف للتاريخ اليمني الحديث إلّا أن يضع نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض في مكانة متقدّمة بين زعماء اليمن المعاصرين، فهو الصانع الأبرز للوحدة اليمنية، والرجل الذي شكّلت اندفاعته الوحدوية العصا السحرية لتحقيق هذا الحلم. قدّم البيض تنازلاتٍ كبيرةً للوصول إلى إعلان الوحدة في 22 مايو/ أيار 1990، أبرزها تنازله عن مكانة الرجل الأوّل في دولة الوحدة، متجاوزاً الحسابات الشخصية بحماسة وطنية نادرة.

شرعت في قراءة مذكرات جار الله عمر "الصراع على السلطة والثروة في اليمن"، آملة أن استوعب بعضا من أحداث الماضي والتاريخ السياسي القريب الذي لازال يؤثر ويلقي بظلال مباشرة على وضعنا السياسي البائس.. أتناول في هذه المساحة بعضا مما استوقفني في هذه المذكرات: